لأنى انام مبكرا و استيقظ مبكرا لأننى اسمع كلام " ماما " , فكل يوم استيقظ من النوم افتح " اللاب توب بتاعى " لعلى اجد خبر مثل " اغتصاب حسنى مبارك فى ظروف غامضة ", " قتل حسنى مبارك من قبل السواق بتاعه " , كل هذه الامنيات كنت اتمناها قبل الثورة و لكن كل امنيتى و امانى الشعب كانت تكمن فى خبر واحد و هو " القاء القبض على مبارك و عيلاء و جمال " و عندما استيقظت منذ قليل وجدت كمية مهولة من " الهاشتاجات " على تويتر و لم اعلم ماذا يدور من حولى و لكنّى كنت اعلم انه قد بدأ التحقيق مع " البقرة الضاحكة " و اولادها و عندما علمت خبر حبس مبارك عيلاء و جمال لا تستطيع ان تتخيل مدى الفرحة و السعادة الغامرة التى شعرت بها و فجأة شعرت أن ما نحلم به يتحقق و قررت ان اقرأ الفاتحة للشهداء الذين ضحوا بحياتهم الغالية ثمناً للحرية التى لولاهم ما كنا عشناها ولا تذوقناها و انا متأكد ان ارواحهم الطاهرة الغالية تطل علينا من السماء و تشاهد الاحداث بكل غبطة و سرور و يشعرون ان من استشهدوا من اجله صار حقيقة , فهنيئا لكم يا ابطالنا ... يا ابطال الحرية .
اننى اتخيل الأن مبارك و هو فى المستشفى بعدما قرر أن تصيبه ازمة قلبية فجأة و اتخيل وجهه الٌمجعد " المكرمش " الذى حفرت عليه خريطة مصر من كثرة السنوات التى قضاها فى سرقة الوطن و قد اصابته علامات الخيبة و الحزن و هو يلعن الايام " السودة " التى اوصلته لما هو عليه الأن و يبعث برسالة سريّة الى " سوزى " ليقول لها ( عاجبك يا وش النحس يا فقر ؟ و كنتى عايزة تجيبيلى جمال يبقى رئيس كمان ؟ علشان كانوا يغتصبونى بقا . ) , اتخيله و هو يتحدث مع المستشار بكل فخر و تملّق و عزة نفس كما كان رئيس سابقا و للحظة ينسى انه تنحى او " خُلع " و يقول للمستشار : انت ازاى تكلمنى كدا يا كلب انت ناسى انا مين ؟ ثم يستعيد عقله و يعتذر و يعرف انه اصبح المخلوع و لا فائدة من هذه " الجعجعة " .
و اتخيل سوزان السيدة الاولى التى كانت تحلم بأن تظل السيدة الاولى بقية حياتها و هى صاحبة الاناقة و الازياء الراقية التى كانت عندما ترى اى سيدة تلبس مثلها كانت تكتفى اما تنفيها خارج البلاد او مجرد قتلها , و اتخيلها فى وسط براميل الكآبة و هى تتحسر على نجليها " الحرامية " و هم يذهبون الى " بورتو طرة " و لا يسعها الا البكاء فتـأتى فى رأسها فكرة و تقرر ان ترفع سماعة التليفون محاولة ان تتصل بأى وزير من الوزراء السابقين لكى يجد حلا سريعا لهذه الورطة و يحاول ان يخرجهم منها و لكن تأتى محاولتها بالفشل و تتذكر ان كل الوزراء السابقين بما فيهم رئيس الوزراء قد حجزوا " سويت " فى فندق " بورتو طرة " و انهم الأن ينتظرون قدوم زوجها ليفتتح الاجتماع الأول لهم .
اتخيل جمال باشا الذى كان يحلم بأن يكون مثل " بابا " و كأنه يريد ان يكون طبيباً او مهندساً و لكن الثورة حالت بينه و بين حلم حياته لكى يلعن الحظ مثلما يفعل والده و يلعن هؤلاء الشباب الذين قاموا بالثورة و يلعن احمد عز المهندس " التكتيكى " الذى كان يهندس و يرتب كل شىء لجيمى , صاحب افكار التزوير و الذى كان يأمل فيه جمال ان يوصّله لكرسى الحكم و تصل حالته الى ان يلعن امه التى كانت صاحبة فكرة ان يصبح رئيساً مثل والده بل يلعن اليوم الذى قدم فيه للحياة ليشاهد كمية الذل الذى تعرض لها و احب فى هذه اللحظة ان أُذكّره ان هذه الكمية مجرد جرعة صغيرة لما سيحدث فى المستقبل فعليك بالأستعداد .
لا يخفى على مخيلتى علاء مبارك هذا الشاب الذى كان بعيدا عن السلطة الذى كان يقنعنا بأنه " حد طيوب و لذوذ " و لكن سبب بعده عن السلطة لم يكن لأنها " كُخَّة " و لكن لأنه كان يسرق المليارات فى الخفاء , و اتخيله بنفسه المحطمة المنهارة و هو يصرخ فى وجه اخيه و يقول : مش قلتلك نسيبها من اول يوم الناس نزلت فيه الشارع ؟ فالح اوى يا اخويا لما قعدت تقول لأبوك انت و الزفت العادلى احنا مسيطرين و احنا مزفتين و تكتبله الخطابات اللى وديتنا فى ستين داهية .... منك لله يا فقر , و يبكى من شدة الندم ولا احد يستطيع ان يتخيل ان هذا يحدث لهم و لكن هذه الحقيقة .
لا تلومنَّ لا انفسكم لأنكم من فعلتم بنفسكم كل هذا و انتم من " جوعتونا و سرقتونا و عذبتونا و بهدلتونا و سجنتونا " فقد آن الأوان ان نرد لكم الجميل و ان نفعل بكم ما فعلتموه بنا فاستعدوا للعذاب .
ان ما اطلبه من النائب العام و المجلس العسكرى و القضاة ان تكون المحاكمة عادلة لكى يستريح اهالى الشهداء و لكى يرضى عنّا الله فى المرحلة القادمة و لا تنسوا ان الله يراكم و الشهداء يراقبونكم .
[...] شكراً لأبطال الحرية [...]
ReplyDelete