تباً ! المنبه يضرب بنغمته المزعجة التى كرهتها لأنها تذكرنى انه موعد بداية يومى البائس .... و لكن انا لا اريد ان استيقظ الأن و لكن عندى اشياء كثيرة يجب ان افعلها قبل الذهاب الى الكلية , لدى بعض " الريبورتات " التى يجب انجز بعضها ... حسنا لابد من الاستيقاظ , هكذا يبدأ اليوم التقليدى الذى من الممكن ان يكون محفوظا لأننى عشته مرارا و تكرارا , من دون ان اذهب لأغسل وجهى بالماء الذى اعتقد انه ملوّث , اعكف على كتابى و اقوم بكتابة " الريبورت المطلوب منّى , و لا تسألنى " يعنى كنت فين امبارح معملتوش ليه ؟ " لانه كانت هناك مباراة برشلونة و انتر ميلان التى كانت تسبقها بعض " الكورسات " المملة التى تضيع الوقت بكل تأكيد و لكن انا مضطر لأخذها لأنى ببساطة لا افهم " اللغة العبرية " التى يتحدث بها معظم " الدكاترة " فى المحاضرات و لا اعرف لماذا ! هل لأنى غبى من ان اكون فى هذه الكلية التى تنتقى العباقرة ؟ ام لأننى قد اتيت متأخراً الى المحاضرة بسبب سائق التاكسى الثرثار الذى يرشق كل شخص " ماشى فى حاله " بأقذر الشتائم من دون سبب حتى اوقعه حظه فى شخص " مفترى " قام " بتظبيطه " و من هنا لهناك تمكنت من فض المشكلة و لكن بعد نصف ساعة لأتذكر ان المحاضرة بدأت بالفعل , فأدخل السائق بالغصب الى التاكسى و اطلب منه الاسراع , فيظل يحدثنى عن زوجته " اللى مدوخاه فى حياته " و عن صولاته و جولاته فى عالم البلطجة و المخدرات و الخمرة و " النسوان " و عندها اعلم انه " مزراب كبير " و بالكاد يستطيع ان يشرب السيجارة التى بيده, ثم يتحول الحوار الى نتيجة المباراة فيذكرنى بأن " الانتر " قد فاز بدورى ابطال اوروبا ليزيد من يومى بؤساً و شقاءاً و لا يكتفى بهذا القدر الهائل من السخافة و " الأومليت " و حتى ينتهى المشوار كان لابد ان يختم اللقاء بأثنين من نكاته السخافة " نكت التكسجية " التى من الممكن ان تبصق فى وجهه لشدة مستوى " البيض " التى تحتوى عليه , ثم يصل بى الى باب الجامعة ثم اشكر الله كثيرا لاننى لو بقيت معه ثانية كان من الممكن ان احرق له التاكسى لكى ارحم الناس من افعاله و لكى اريحه من سباحته الطويلة فى بحور " الأومليت " .
ادخل الجامعة لكى اجد بعض الشباب " المتتامرين " او " الديابيانز " لا يستطيعون اغلاق افواههم التافهة -التى تنم عن افكار حساس الجيل- الا بعد ان يعاكسوا البنات الرايحين و الجايين ولا تقتصر المعاكسة على " يا جميل " و " يا قمر " و لكن تمتلىء " بالأومليت " ايضا , ولا ادرى مدى الاستفادة و النفع العظيمين التى تعود عليهم من هذا العمل الغير اخلاقى و الغير حضارى الذى قد يضطرنى فى احد الايام ازور جماعة من هذه الجماعات فى جنوب افريقيا التى اذا سلمت عليهم تختفى اعضائك التناسلية لكى اتعلم منهم كيف يفعلون ذلك حتى اعاقب كل من تسول له نفسه بأن يعاكس اى بنت .. طالما الذوق مش جايب نتيجة بقا , ثم امشى قليلا او كثيرا حتى اصل الى باب الكلية " محراب العلم او " محراب العلم بحذف الميم و وضع القاف مكانها " , ادخل لأجد هذه المجموعة من الوجوه التى تحيط بى كل يوم حتى اننى تعودت عليها لدرجة اننى فى ايام " الريست " لا اقدر على فراقهم و اطوف " فيس بوك " كى اسعد برؤية صورهم حتى يطمئن قلبى ... مهلا هذا غير صحيح انا لا اطيق معظمهم من كثرة مشاهدتهم كل يوم فهؤلاء الذين يفردون شعورهم و هؤلاء المتملقات اللواتى يتباهين بجمالهن المفرط بمبدأ " القرد فى عين امه غزال " و هؤلاء الذين يعتقدون ان سر الحياة المقدس يكمن فى الدراسة فقط و هؤلاء اصحاب العضلات الهائلة التى حصلوا عليها " بالتنفيخ و الحقن " اقول لهم تباً لكم ! .. فالحياة لا تتطلب كل هذا التعقيد الذى تفعلونه بأنفسكم , و لكن عشان انا راجل ليبرالى اؤمن بحرية الفرد فأرجع و اقول كل واحد حر ما لم يضر و سيب العيال تأكل عيش , ثم اذهب للمحاضرة اللعينة فلا اجد مكان فى هذا المدرج التى تجمعت فيه "امة لا اله الا الله" .. فألعن " مجانية التعليم " مجددا و ما فعلته بنا من يشقاء يبقينا طول الوقت فى حالة من الانبعاج الداخلى المتأجج المصاحب للانفشاخ الخارجى الذى ينتج عنه احساس بالذنب كل يوم , فأقرر ان اذهب لأخر المدرج فلا اسمع او ارى شىء ثم اتكلم مع الزملاء و نحكى ما تيسر من "النكات القبيحة" حتى تسقط " كٌرَيَّاتنا " على الارض و اخذ قسطا من النوم الى نهاية المحاضرة المملة .
اخرج من المحاضرة و اقرر العودة الى منزلى لشدة الملل الذى اشعر به , انتظر تاكسى لكى يقلنّى الى المنزل , انتظر .... انتظر .... انتظر ... لا اجد تاكسى ثم اتذكر ان التكسجية ربما تضايقوا مما قلته عليهم و انا لو كنت اعرف ان التكوسة كدا مكونتش ركبت تكوسة , ثم اقرر ان اخذ الطريق الى المنزل مشيا و ادندن معى نفسى بعض الاغانى لكى اسلى نفسى فى الطريق الطويل الممل حتى تظهر احدى الشحاتات الكتينات التى اريد ان اجمعهم فى ميدان عام و اطلب اعدامهن دفعة واحدة لشدة معاناتى منهن حيث تأتى الشحاتة و تمسكنى من التيشيرت حتى يخيل لى انى سأعطيها " بلشلوت " فى وجهها , و حقناً للدماء أمسك اعصابى و اتركها تذهب الى سبيلها سالمة , و اسير قليلا فأرى مجموعة من شباب الموتسيكلات - اعدائى الحقيقيين – يمشون فى زفة وسط الطريق بشكل غبى يقشعر له البدن و يسمعون اغانى الموتسيكلات اللعينة التى لم تؤلَّف الا لتتحدث عن الحشيش و الخمرة وقليلا من النسوان و غدر الزمان ثم التوبة و حب الله و الوطن , و هؤلاء الشباب – شباب الموتسيكلات – يشكلون العدو الحقيقى لى لأنهم يلحقون الضرر بى لأنى مجبر على سماع هذه الاغانى التى تنم عن غباء مجحف و اصالة فى واقع الهبل و العبط الموجود على حافة الاوعى فى سلك الاحلام المتصل بعقل " عبد الباسط حمودة " - ابو تريكة الاغنية الشعبية ... اصل الى بيتى سالما و أحمد ربى على ذلك و اشكره كثيراً , ثم انجوا بنفسى و انام من المغرب حتى اريح عقلى و كل حواسى مما تشاهده فى كل يوم بائس يحدث لى ثم ادعو على كل من ضايقنى و عكر على صفو اليوم و ادعوا لأصحاب نظرية اليوجينيا التى انا من احد محبيها ثم انام ..
اليست حياة رتيبة لشاب عشريناتى زى الفل ؟!! ... و على رأى بلال فضل " انا سعيد بشقائى لأنى مصرى " .
No comments:
Post a Comment