هناك شىء لابد و ان نتفق عليه قبل ان ابدأ المقال , لم يفهم كل الشعب المصرى الثورة حقا و انا لا اقصد التسفيه من غالبية شعبنا العظيم و لكنها حقيقة , من فهم الثورة هو من نزل الشارع و تظاهر من اجل اسقاط النظام و هو ايضا من ذهب للاستفتاء و قال لا , و اذا كان من قالوا لا عددهم 4 ملايين فهم من يهمونى و اذا قلنا ان من نزل فى المظاهرات 8 ملايين و اذا اردت ان تقول ان نصفهم من الاخوان المسلمين فسوف اقول لك الاخوان لم يفهموا الثورة برغم انهم كانوا يشكلون كتلة حرجة ايام المظاهرات و لهم فضل كبير فى نجاح الثورة و كذا و كذا , المثل يقول " يا نعيش عيشة فل يا نموت احنا الكل " و الاخوان لا يريدون ان يسيروا على طريق الشعب المصرى و لهم الحرية فى فعل ما يريدون .
ان اختفاء الاخوان المسلمين من ساحات التظاهر يشير الى معنى واحد و هو حصول الاخوان على ما يريدون و عدم احتياجهم لدعم الثوار بعد الان فكل من شاركوا فى مظاهرات الامس المطالبة بانقاذ الثورة من الثورة المضادة و محاكمة مبارك و " الحرس القديم " لا حظوا غياب الاخوان و لعلك تلاحظ انهم كانوا يشكلون الكتلة الحرجة فى الشارع قبل تنحى " المخلوع " ولا احد يستطيع ان يشكك فى وطنيتهم و لكن دعنى ايضا احدثك عن وطنية الاخوان قليلا , و يأتى السؤال " اللولبى" هل شارك الاخوان فى الثورة من اجل قهر الطاغية و انه واجب وطنى ؟ ام من اجل انهم كانوا محبوسين فى زجاجة و عندما خرج الشباب الى الشارع و أعلنوا عن ميلاد ثورتهم انفجرت الزجاجة التى تجمل بداخلها ايضا سنوات القمع لتعلن خروج الاخوان بحرية الى الحياة السياسية .
و لعلك تذكر ايضا ان بيان الجماعة الذى صدر قبل يوم 25 يناير يؤكد على ان الجماعة لن تشارك فى الثورة بصفتها الرسمية و لكن من حق شباب الجماعة ان يشاركوا بصفة مستقلة , و بعدما رجحت كفة الثورة و عرفوا انها " ثورة بجد " كانوا اول من شاركوا فى الحوار مع نائب المخلوع و بعد ذلك و لكى يضمنوا اغلبية مجلس مجلس الشعب القادم تم تشكيل حزبى الوسط و الحرية و العدالة و الحزب الثالث فى الطريق و لكنهم يقولون لك " ايها المواطن الساذج ان هذه الاحزاب لا تمثل الجماعة و ان نسيتنا فى مجلس الشعب لن تتجاوز 35% " و عليك ان تصدق ذلك ايها " الساذج " و بعدما تصالحت المصالح مع الحزب الوطنى ( و ذلك فى اعتقادى الخاص و انت غير مجبر على تصديقى ) اختفت تصريحات الاخوان عن ضرورة حماية الثورة و انقاذها و كل انصب كل تركيزهم الان على الانتخابات القادمة و تشكيل الاحزاب الجديدة لحصد اكبر عدد من المقاعد , و انشقاق عبد المنعم ابو الفتوح عن الجماعة ممكن ان يكون مسلل اخر لكى يرشح نفسه للرئاسة على انه مستقل عن الاخوان و لكن فى حقيقة الامر لا يزال مرتبط بالجماعة مع كامل احترامى له .
اما عن موقف الجيش من الثورة فى هذه الايام فقد ذكرت فى مقالات سابقة عن تخاذل الجيش و تباطؤه و ربما تواطؤه فلماذا يريد الجيش ان يرجع بنا لايام القمع بعد ما فعله مع المتظاهرين امس بميدان التحرير من انقطاع للتيار الكهربى و لماذا لا نجد سرعة فى محاكمة " الحرس القديم " و محاكمة رأس الافعى " مبارك " كل ما نسمعه يوميا فى الصحف هو تجميد ارصدة كذا و كذا و كذا و منعهم من السفر , و على هذه الحال نسير نحن منذ تنحى المخلوع لا ترى اى جديد فى البلاد سوى الاعلان الدستورى " الحمضان " ذو ال 62 مادة - دستور مصغر – تضعنا تصرفات الجيش امام موقف واضح و هو انه هناك سر غامض و حلقة مفقودة حيث اننا لا نعلم نوايا الجيش .
فى النهاية اود ان اقول اننا لسنا بحاجة الى الاخوان المسلمين لكى يحموا ثورتنا و سوف ننزل الشارع باستمرار لنطالب بتطهير البلاد و لكى نشعر الجميع بأن ثورتنا مستمرة و لكى نضغط على الجيش لتحقيق مطالب ثورتنا المجيدة .
No comments:
Post a Comment