Mar 8, 2011

أمن الدولة

مجنون من يعتقد او يفكر اصلا بأن جهاز امن الدولة لابد ان يستمر فى عملة مع تغيير بسيط مثل تغيير الاسم او اعادة الهيكلة او قصر نشاطه على الارهاب فقط و الامن القومى فهذا هراء غير مقبول اطلاقا حيث تحدث فى ذلك عدد من رجال الداخلية السابقين و الحاليين مثل مساعد وزير الداخلية السابق الذى اصبح وزير للداخلية فأنه يرفض اصلا فكرة ان الضباط هم الذين قاموا بحرق الملفات حيث يقول “ ازاى الظباط هم اللى حرقوها هى بتدينهم يعنى ؟ “ , فكيف تطلب من رجل بهذا الفكر البالى ايضا كالذين سبقوه ان يقوم بحل هذا الجهاز الذى لا توجد اى وظيفة له غير التجسس على المواطنين و اشاعة الرعب فى نفوسهم و اعتقال المواطنين الابرياء بدون وجه حق , لن اطيل فى شرح الاساليب لان كل مواطن يعرفها (دا كفاية انك تسمع اسم امن الدولة  علشان تترعب ) .



لا احد منا يتصور مدى شيطانية عقول ضباط امن الدولة  فى ترك هذه الوثائق التى من شأنها ان تثير الوقيعة بين الشعب مسلمين و  مسيحيين و تثير ايضا الانقسام بين الشعب و بعض الصحفيين والاعلاميين الشرفاء الذين يقدره و يحترمهم الشعب لكى تحدث فتنة بين عناصر الشعب و لكى لا تستطيع ان تصدق احدا ممن يتكلمون عن الفساد او عن الحق .


الدليل على ذلك واضح فكيف تبرر عدم حرق كل الملفات مع انه كان هناك الوقت المناسب لذلك حيث ان يوما بأكمله كفيل جدا بحرق كل الملفات فى كل المقرات و لكن هم لم يقوموا بحرقها كلها فقد تركوا ملفات مزوة تدين بعض الشرفاء و تثير الوقيعة من العجيب اننا رأينا عثور البعض على ملف الرئيس المخلوع و لم يعثروا على ملف ابنه او ملف صفوت الشريف مثلا , و بعض هذه الملفات ربما يكون مكتوبا بعد التنحى ليحدث الفتنة و غيرها من الامور , و هناك ايضا بعض شرائط الفيديو التى لم تصاب بأذى بينما هناك ايضا شرائط مدمرة بالكامل فيكف تفسر لى ذلك ؟ هل لم يجدوا وقتا “ لسف “ هذه الشرائط ؟ لا يمكن ابدا .


من العجيب ايضا عدم العثور على اى من المعتقلين السابقين فى مباحث امن الدولة , البعض يقول انه قد قاموا بنقل هؤلاء المعتقلين الى اماكن اخرى باضبط كما نقلوا الملفات “الاصلية” الى اماكن غير معلومة ايضا ولا اعلم ايضا لماذا حدث ذلك ؟ هل لكى لا يعترف عليهم المعتقلين ؟ لا ادرى !  .


ان من يطالب ببقاء جهاز مباحث امن الدولة مع تغيير اسمه او اعادة هيكلته او اقتصاره على الارهاب و الامن القومى  , من الواضح ان انه لا يعرف عما يتحدث ولا يعقل اصلا , كيف يبقى هذا الجهازمستمرا بعد كل ما عرفناه و بعد ما رأينا و سائل التعذيب و كيف نعلم اصلا  انه يقتصر على الارهاب و الامن القومى فى حين ان جهاز امن الدولة يعمل فى سرية تامة  لا يعرفها اى مواطن  شأنه شأن المخابرات العامة  فكيف  تأمن على نفسك ايها المواطن مجددا بعد اعادة “ الهيكلة “ التى هى تغيير الشكل الخارجى فقط مع بقاء كل العناصر الداخلية  , حيث  سيبقى كل الضباط المتهمون فى التعذيب مجددا و سيبقى كل الموظفون و كأن شيئا لم يحدث ( بس احنا هنقول للظباط و النبى متعذبوش اخواتكوا المواطنين علشان بيزعلوا ) . هذا هراء و تخاريف اصحاب العقول المتعفنة من النظام السابق .


انا اطالب بحل هذا الجهاز و محاكمة كل من تعلق بالتعذيب و كل من أهان كرامة اى مواطن مصرى , انى اطالب بمحاكمتهم لكى لا يتركوا يعيثون فسادا فى البلاد  حيث انهم قد تعودوا على هذا العمل البشع و لا يمكن ان يتخلوا عنه بكل سهولة حيث اصبحت هذه طبيعتهم و طباعهم التى لن تتغير .


و لكل من يخافون على الامن القومى و مكافحة الارهاب فمن الممكن انشاء مؤسسة مستقلة مثل المباحث الفيدرالية الامريكية و يكون كل العاملين بها من اصحاب مؤهلات عليا و غير عاملين بالشرطة بحيث يأخذوا دورات او من الممكن ايضا ان نحضر خبراء لتعليمهم  حتى لا نقع مجددا فى عصابات اخرى تهين كرامة اى مصرى , فأننا لم نسمع قط بتعذيب المباحث الفيدرالية الامريكية لأى مواطن امريكى او غير امريكى , بل بالعكس انهم فى عهد الرئيس جورج بوش كانوا يحضرون من يريدون تعذيبه الى مباحث امن الدولة  و يستنطقونه  حيث ان التعذيب ممنوع فى الولايات المتحدة .


فى النهاية يجب ان اقول ان الشعب لن يهدأ الا بحل هذا الجهاز اللعين و محاكمة كل طاقمه الملوث بدماء المصريين الغالية و كفانا ثمانية و خمسون عاما نعيش تحت مظلة الرعب منذ مراكز القوى و حتى امن الدولة .

No comments:

Post a Comment