مجنون من يعتقد او يفكر اصلا بأن جهاز امن الدولة لابد ان يستمر فى عملة مع تغيير بسيط مثل تغيير الاسم او اعادة الهيكلة او قصر نشاطه على الارهاب فقط و الامن القومى فهذا هراء غير مقبول اطلاقا حيث تحدث فى ذلك عدد من رجال الداخلية السابقين و الحاليين مثل مساعد وزير الداخلية السابق الذى اصبح وزير للداخلية فأنه يرفض اصلا فكرة ان الضباط هم الذين قاموا بحرق الملفات حيث يقول “ ازاى الظباط هم اللى حرقوها هى بتدينهم يعنى ؟ “ , فكيف تطلب من رجل بهذا الفكر البالى ايضا كالذين سبقوه ان يقوم بحل هذا الجهاز الذى لا توجد اى وظيفة له غير التجسس على المواطنين و اشاعة الرعب فى نفوسهم و اعتقال المواطنين الابرياء بدون وجه حق , لن اطيل فى شرح الاساليب لان كل مواطن يعرفها (دا كفاية انك تسمع اسم امن الدولة علشان تترعب ) .
لا احد منا يتصور مدى شيطانية عقول ضباط امن الدولة فى ترك هذه الوثائق التى من شأنها ان تثير الوقيعة بين الشعب مسلمين و مسيحيين و تثير ايضا الانقسام بين الشعب و بعض الصحفيين والاعلاميين الشرفاء الذين يقدره و يحترمهم الشعب لكى تحدث فتنة بين عناصر الشعب و لكى لا تستطيع ان تصدق احدا ممن يتكلمون عن الفساد او عن الحق .
الدليل على ذلك واضح فكيف تبرر عدم حرق كل الملفات مع انه كان هناك الوقت المناسب لذلك حيث ان يوما بأكمله كفيل جدا بحرق كل الملفات فى كل المقرات و لكن هم لم يقوموا بحرقها كلها فقد تركوا ملفات مزوة تدين بعض الشرفاء و تثير الوقيعة من العجيب اننا رأينا عثور البعض على ملف الرئيس المخلوع و لم يعثروا على ملف ابنه او ملف صفوت الشريف مثلا , و بعض هذه الملفات ربما يكون مكتوبا بعد التنحى ليحدث الفتنة و غيرها من الامور , و هناك ايضا بعض شرائط الفيديو التى لم تصاب بأذى بينما هناك ايضا شرائط مدمرة بالكامل فيكف تفسر لى ذلك ؟ هل لم يجدوا وقتا “ لسف “ هذه الشرائط ؟ لا يمكن ابدا .
من العجيب ايضا عدم العثور على اى من المعتقلين السابقين فى مباحث امن الدولة , البعض يقول انه قد قاموا بنقل هؤلاء المعتقلين الى اماكن اخرى باضبط كما نقلوا الملفات “الاصلية” الى اماكن غير معلومة ايضا ولا اعلم ايضا لماذا حدث ذلك ؟ هل لكى لا يعترف عليهم المعتقلين ؟ لا ادرى ! .
ان من يطالب ببقاء جهاز مباحث امن الدولة مع تغيير اسمه او اعادة هيكلته او اقتصاره على الارهاب و الامن القومى , من الواضح ان انه لا يعرف عما يتحدث ولا يعقل اصلا , كيف يبقى هذا الجهازمستمرا بعد كل ما عرفناه و بعد ما رأينا و سائل التعذيب و كيف نعلم اصلا انه يقتصر على الارهاب و الامن القومى فى حين ان جهاز امن الدولة يعمل فى سرية تامة لا يعرفها اى مواطن شأنه شأن المخابرات العامة فكيف تأمن على نفسك ايها المواطن مجددا بعد اعادة “ الهيكلة “ التى هى تغيير الشكل الخارجى فقط مع بقاء كل العناصر الداخلية , حيث سيبقى كل الضباط المتهمون فى التعذيب مجددا و سيبقى كل الموظفون و كأن شيئا لم يحدث ( بس احنا هنقول للظباط و النبى متعذبوش اخواتكوا المواطنين علشان بيزعلوا ) . هذا هراء و تخاريف اصحاب العقول المتعفنة من النظام السابق .
انا اطالب بحل هذا الجهاز و محاكمة كل من تعلق بالتعذيب و كل من أهان كرامة اى مواطن مصرى , انى اطالب بمحاكمتهم لكى لا يتركوا يعيثون فسادا فى البلاد حيث انهم قد تعودوا على هذا العمل البشع و لا يمكن ان يتخلوا عنه بكل سهولة حيث اصبحت هذه طبيعتهم و طباعهم التى لن تتغير .
و لكل من يخافون على الامن القومى و مكافحة الارهاب فمن الممكن انشاء مؤسسة مستقلة مثل المباحث الفيدرالية الامريكية و يكون كل العاملين بها من اصحاب مؤهلات عليا و غير عاملين بالشرطة بحيث يأخذوا دورات او من الممكن ايضا ان نحضر خبراء لتعليمهم حتى لا نقع مجددا فى عصابات اخرى تهين كرامة اى مصرى , فأننا لم نسمع قط بتعذيب المباحث الفيدرالية الامريكية لأى مواطن امريكى او غير امريكى , بل بالعكس انهم فى عهد الرئيس جورج بوش كانوا يحضرون من يريدون تعذيبه الى مباحث امن الدولة و يستنطقونه حيث ان التعذيب ممنوع فى الولايات المتحدة .
فى النهاية يجب ان اقول ان الشعب لن يهدأ الا بحل هذا الجهاز اللعين و محاكمة كل طاقمه الملوث بدماء المصريين الغالية و كفانا ثمانية و خمسون عاما نعيش تحت مظلة الرعب منذ مراكز القوى و حتى امن الدولة .
No comments:
Post a Comment