Mar 27, 2011

دستور يا اسيادنا

 


" الدستور عبارة عن بناء هندسى للحياة السياسية "


" ودنك منين يا جحا "  المثل واضح و مفهوم , لكن لماذا لا يعى المجلس الاعلى للقوات المسلحة معنى هذا المثل , و لماذا يريد ادخالنا فى مهاترات ليس لها اى فائدة سوى انها مضيعة للوقت , انتم تعرفون عما اتحدث انه " الدستور " حديث الساعة الان فى اى تجمعات  او اى حوارات  و ذلك لاننا فى فترة فراغ سياسى او بالأصح فراغ " دستورى " فمن المعروف ان الثورة تطيح بالدستور السابق لها , و لان سبب قيام كل الثورات هو الاحتجاج على نظام الحكم الذى يحكم وفقا للدستور فأن كل ثورة يعقبها دستور جديد يعبر عن مطالبها و عن حقوق شعبها  .

نرجع الى مرجوعنا " ودن جحا " , و قد سمعت ان الانتخابات الرئاسية  سيتم اجرائها فى شهر يونيو من العام القادم  بعيدا عن اعتراضى على وجود رئيس للجمهورية او مجلس شعب و شورى او اى مؤسسات مدنية من دون دستور  , فالسؤال يطرح نفسه : لماذا تم الاستفتاء على مواد معدلة من دستور ساقط و فى حين اذا قلنا نعم او لا ستجرى الانتخابات الرئاسية فى العام القادم و لماذا تم الاستفتاء بهذه السرعة ؟ و كان من الممكن ان يتم عمل اعلان دستورى و يعقبه دستور جديد ثم تأتى كل المؤسسات و المجالس المحلية و الرئيس الجديد و يسيروا وفقا للدستور الجديد .

و فى حوار له على قناة دريم ذكر الفقيه الدستورى د/ ابراهيم درويش انه كان يلزم وضع اعلان دستورى و لا حاجة للاستفتاء و على حد تعبيره " الاعلان الدستورى معناه ان حصل ثورة و بيتكون من عدة مواد لادارة شئون البلاد للعبور الى الاستقرار بنظام سياسى بدستور جديد "  كلام زى الفل و انا اتفق تماما مع الرجل و اى انسان عنده ذرة عقل سيكون متفق معه فنحن لم نستفيد من هذه التعديلات بل كان من الممكن اجراء اعلان دستورى يقولنا فى هذه المرحلة ولا فاءدة من انقسام الصفوف بين ابناء الشعب  .

" اللجنة لم تكن على مستوى الحدث " هكذا وصف لجنة وضع التعديلات الدستورية  و قال ان وضع دستور جديد لا بد ان يكون به نخبة من المفكرين و يشرف عليهم مجموعة من القانونيين , و تأتى المفاجأة فالمجلس الاعلى لم يختار نخبة من القوى السياسية و انما اختار شخص من جماعة الاخوان المسلمين و هو " صبحى صالح " فقط فكيف يفعل المجلس الاعلى هذه الحادثة التى تعتبر اقصاء لجميع القوى السياسية  فى مرحلة من المفترض لها ان تكون ديمقراطية اكثر من اى وقت مضى لأنها تخلف  الثورة .

و بذكر " صبحى صالح " الخبير الدستورى , يتوجب على ان اقول لكم اننى قد حضرت له مؤتمرا فى جامعة المنصورة قبل موعد الاستفتاء حيث نظم طلبة الاخوان المسلمون هذا المؤتمر و اى انسان عاقل طبعا من المفترض ان  عضو اللجنة التأسيسية يجب ان يكون محايد فى مسألة "نعم" او "لا" و لكن الغريب ان هذا الخبير الدستورى  كان يدعو الشباب الى ان يقولوا نعم للاستفتاء فكيف يكون مثل هذا الشخص من اللجنة التأسيسية التى وضعت التعديلات .

كما ذكر د/ ابراهيم درويش " اعتقاد ان هذه التعديلات تقود للاستقرار هو خطأ كبير " غير انه علق على نتيجة الاستفتاء قائلا " نسبة 77% دى فيها كلام كتير " لقد تحدثت من قبل عن ان الكوسة مازالت موجودة  فى ظل الاحداث الجارية و لكننى اريد ان اسأل الاخوان المسلمون و باقى الذين صوتوا بنعم  هل ما يحدث الان هو الاستقرار المنشود ام  ستة انتخابات فى الفترة المقبلة تؤدى للاستقرار ؟ .

فى حين ان تدخل المجلس العسكرى فى تعديل المادة 93 دون الرجوع الى اللجنة يعيدنا الى زمن المخلوع ثانية و هو شىء غير مقبول على الاطلاق و لا اعرف ماذا يخطط العسكر و لا اعرف نواياهم و لكن الشىء الوحيد الذى اعرفه هو اننى لازلت متمسك بهم و لازلت احبهم و اريد منهم البقاء حتى تستقر البلاد و حتى نشكل دستور جديد يسير عليه كل من يأتى فى الحكم و تسير عليه كل المجالس النيابية و المحلية .

No comments:

Post a Comment