منذ نزول الجيش الى الشارع المصرى فى مغرب يوم الجمعة 28 يناير و قد رحب الثوار بالجيش و هللوا و اطلقوا الصيحات و قالوا " الجيش و الشعب ايد واحدة " .
لا احد منا يستطيع أن ينكر العلاقة الوطيدة و الوثيقة بين الشعب و بين الجيش المصرى , فالجيش المصرى بمثابة الدرع الذى يقوم بحماية الوطن و الشعب و تتمثل مكانة الجيش فى الانتصارات التى حققها فى عام ,1973 فالجيش منذ ذلك الوقت له المكانة العليا فى قلوب المصريين بدليل الاستقبال الحافل الذى حظى به الجيش بعد نزوله الى شوارع القاهرة و باقى المدن بعد خطة الانسحاب المفاجىء للشرطة و لكى يعلن حظر التجول و يسيطر على البلاد .
قد نزل الجيش المصرى من قبل فى عهد السادات اثناء " انتفاضة الحرامية " كما اطلق عليها السادات , قد نزل الجيش لحفظ الامن فى الشارع المصرى و هذا ما يتوقعه منه الشعب المصرى , الامان و الحماية ضد اى خطر و هذا دور الجيش .
اريد ان اؤكد فقط اننى لا اقلل من دور الجيش فيما سأقوله و لكن انا فقط ابرز بعض مواقف حدثت و لا اريد ان احدث توتر فى العلاقة بين الجيش و الشعب.
احداث يوم الاربعاء " يوم موقعة الجمل " نعرف جميعا ما حدث فيها من تجاوزات و بلطجة الخ , و هناك سؤال يوجهه كثير من الناس عن هذا اليوم و هو لماذا يقوم الجيش دائما بتفتيش المتظاهرين قبل دخولهم الميدان و لماذا لم يقوم الجيش بتفتيش المؤيدين لمبارك " البلطجية " , و هذا السؤال يثير الجدل , انا اخاف ان اقول ان الجيش يتواطىء مع توابع و فلول النظام لأن الجيش هو القوة الوحيدة الموجودة فى مصر و هو ايضا الملاذ الوحيد فأذا خسرنا الجيش سوف نخسر الثورة فى اعتقادى الخاص .
من المواقف الأخرى التى من الممكن ان تظهر صورة الجيش بأنها ليست جيدة و هى حادثة امس فى " لاظوغلى " عندما هجم البلطجية على المتظاهرين الذين كانوا يريدون اقتحام مقر امن الدولة و لكن الجيش ايضا رأى الموقف و لم يحرك ساكنا فما تفسير ذلك ؟؟.
و بعد رحيل البلطجية استخدم الجيش العصيان الكهربية فى تفريق المتظاهرين بالقوة و اطلق الرصاص بغزارة فى الجو , و لعلك تتسائل ايضا لماذا لم يقوم الجيش بتفريق البلطجية فضلا عن تفريق المتظاهرين ؟ , هذا الموقف بين الجيش و البلطجية يثير تساؤلات كثيرة حتى بين المدونين على المواقع الاجتماعية الذين يرددون منذ امس " الجيش و البلطجية ايد واحدة " .
ايضا هناك موقف مهم جدا ربما لم يلاحظه الكثيرون و هو انه ربما الجيش هو الذى يملى على رئيس الوزاراء اختيار تشكيل حكومته , فقد صرح د . احمد شفيق فى برنامج "بلدنا بامصرى" ان الجيش طلب منه بقاء بعض الوزراء مثلما كان يفعل الرئيس المخلوع و حتى بعد رحيل مبارك نرى ان رئيس الوزراء مجبر على اختيار بعض الشخصيات , فأين هى الديمقراطية اذن ؟ و اين هى مبادىء الثورة ؟ , و انى اشك ان د. عصام شرف من الممكن ان يعانى من سيطرة الجيش و من الممكن ان نلاحظ ذلك فى بقاء بعض الوزراء الذين يرفضهم الشعب لانهم فاسدون و معروفين مسبقا و ايضا اعضاء فى الحزب الوطنى مثل " السيد مشعل " الذى رفضه الشعب بعد الاعلان عن الاسماء المرشحة للوزارة .
لماذا يستخدم الجيش هذا الاسلوب المتعفن مجددا " اسلوب التحكم و السيطرة " و لماذا يريد ان يبقى الاحتجاجات و يبقى الشعب فى الميدان يتظاهر بحقوقه ( نقول ثور يقولوا احلبوه ) ؟ هل هى فلول و ايدى النظام القديم مازالتتتحكم فى الدولة ؟ هل هناك قوى اكبر تتحكم ؟ , ام ان الجيش يريد من الثوار ان يستمروا فى الاعتصامات حتى تظهر الاصوات التى تطالب بعودة المحتجين الى منازلهم لأنهم يعيقون الحركة و يحدثون الزحام ( و بيعطلوا المصالح ) و كأن ميدان التحرير يعطل مصر كلها , و لأن الجيش يريد تسليم البلاد فى اسرع وقت ممكن لأن ليس مهمته القبض على الخارجين على القانون و غيرها من الوظائف المسئول عنها الشرطة الهاربة مثل الفئران .
هذه السرعة مفيدة فى حالة تكون مجلس رئاسى ( احدى مطالب الثوار ) فى هذه الحالة من الممكن ان نشكر الجيش على الرحيل حيث انه قد نفذ مطلب مهم و حيوى فى طريق تحقيق الديمقراطية التى ننشدها , و لكن اذا طلب الجيش السرعة فى اجراء انتخابات رئاسية عاجلة بعد ستة اشهر فهذا سيمنح الرئيس القادم نفس الصلاحيات و السلطات و هذا غير مقبول اطلاقا.
نهاية , لا اريد ان اشكك الناس فى الجيش و لكنى اذكر فقط بعض مواقف من الممكن ان تكون لها مدلول معين حيث تدعنا نفكر فى عمق عما يحدث حولنا و تدعنا ايضا نبذل كل جهودنا فى حماية الثورة , ثورة شعبنا العظيم
No comments:
Post a Comment